في السنوات الأخيرة، شهدت مراكز الوشم (التاتو) في تونس إقبالًا متزايدًا، لا سيما من النساء، في ظاهرة تعكس تحوّلات ثقافية واجتماعية متسارعة في نظرة المجتمع للجسد والتعبير الذاتي.
🖋️ من التابو إلى الموضة
كان الوشم في السابق يُنظر إليه كعلامة مرتبطة بالتمرّد أو بطبقات اجتماعية هامشية، لكنّه اليوم أصبح جزءًا من موضة جمالية حديثة، تستخدمه النساء والشابات خصوصًا للتعبير عن شخصياتهن أو تخليد لحظات خاصة في حياتهن.
وتقول "آمنة"، شابة في العشرينات، إنّ وشمها الأول كان تخليدًا لاسم والدها الذي فقدته في صغرها، مضيفة:
> "الوشم ليس للزينة فقط، بل هو قصة محفورة على الجلد."
💄 النساء في طليعة الإقبال
وفق شهادات عدد من أصحاب صالونات التاتو في العاصمة وسوسة وصفاقس، فإنّ نسبة النساء تفوق الرجال في طلبات الوشم، وتحديدًا في الأعمار بين 18 و35 سنة.
أكثر التصاميم المطلوبة تشمل:
الفراشات والورود (رموز أنثوية وجمالية)
عبارات بالفرنسية أو الإنجليزية تعبّر عن القوة أو الحرية
رموز دينية أو فلكية صغيرة توضع على المعصم أو الكتف أو أعلى الصدر
⚖️ بين الحرية الشخصية ورفض المجتمع
رغم هذا الانفتاح، لا تزال بعض الأوساط في المجتمع التونسي تنظر إلى الوشم بارتياب أو رفض، خصوصًا إذا كان ظاهرًا في أماكن بارزة من الجسم.
يُثير ذلك نقاشًا متجدّدًا حول الحدود بين الحرية الشخصية، والتقاليد، والمقبول اجتماعيًا.
وتقول "سهى"، وهي معلمة، إنها اضطرت إلى إخفاء تاتو صغير على رقبتها خلال العمل:
> "في الشارع لا مشكلة، لكن في المدرسة يُنظر إليك وكأنك ارتكبت ذنبًا."
🧴 الصحة والمخاطر: زاوية مغفلة
رغم ارتفاع الطلب، لا تزال الرقابة على مراكز التاتو ضعيفة، وبعضها يعمل دون ترخيص أو إشراف طبي، مما يعرّض الزبائن لمخاطر عدوى الجلد أو استعمال حبر غير صالح.
الأطباء يحذرون من تجاهل الشروط الصحية، وينصحون بالتحقق من نظافة الأدوات وتعقيمها قبل أي عملية وشم.